الأربعاء، 10 مارس 2010

مفاعل ديمونة هل يشكل خطراً على الأردن


بقلم: هديل الصفدي


ظهرت تطورات جديدة في الأيام القليلة الماضية حول التسرب الإشعاعي الإسرائيلي الذي ينبعث من مفاعل ديمونة الذي قد يصل خطره إلى الأردن، إلا أن ذلك كله جوبه "ببرود رسمي"، حيث أكدت وزيرة الدولة الناطق باسم الحكومة أسمى خضر في مؤتمر صحافي أن المملكة لا تشهد أي زيادة في معدلات تلوث غير طبيعية ناجمة عن نشاط مفاعل ديمونة في إسرائيل معتبرة أن الموضوع ليس محل استعراض سياسي.

وأشارت خضر إلى أن وجود «فلاتر» مركبة على مداخن مفاعل ديمونة، وهو ما دفع العديد من المراقبين للتساؤل عن المصادر الحكومية حول هذا الموضوع، وان كانت الحكومة الأردنية لديها معلومات عن المفاعل الذي تحيطه إسرائيل بهالة كبيرة من السرية والكتمان.


إلا ان خضر عادت وأكدت أن الأردن مستعد لاستضافة خبراء أجانب لتبديد المخاوف حيال احتمال وجود تسرب شعاعي نووي خطر ناجم عن نشاط مفاعل ديمونة الإسرائيلي.


المدير العام لهيئة الطاقة النووية زياد القضاة قال إن "الرصد الإشعاعي يشير إلى أنه لا يزيد عن المعدلات الطبيعية"، مضيفاً أن الأردن يمتلك عدة وسائل للتأكد من خلوه من الإشعاعات النووية وإنها لا تزيد عن الحد الطبيعي.


وأوضح أن لدى الأردن محطات للرصد الإشعاعي في الشمال والشرق والجنوب وأنها تأخذ عينات من الهواء بشكل مستمر على مدار ساعات اليوم الأربع والعشرين للتأكد من محتوى الهواء ثم يتم تحليل هذه العينات، كما تؤخذ عينات من التربة من عدد من المواقع على مدار السنة، واكد ان النتائج تشير الى خلو الاردن من اي اسقاطات ناتجة عن تفاعلات نووية، مشيرا الى ان ما يؤكد عدم وجود إشعاعات هو عدم وجود اليود في الجو.


وأضاف القضاة أن موضوع ديمونة مثار تساؤلات عديدة إذا أنه مغلق أمام الزوار, والمعلومات التي تنشر عنه "غير دقيقة"، مؤكدا على ضرورة متابعة الموضوع دوليًا حتى تفتح إسرائيل مفاعلها للتفتيش.


ويشير بحث علمي أجرته جامعة بن غوريون منتصف تموز الماضي إلى أن النتائج اثبتت وجود تسرب اشعاعي في المياه الجوفية في منطقتي وادي عربة «على الحدود مع الأردن، إضافة إلى عدد من أبار المياه الجوفية في منطقة صحراء النقب .


وحذر هذا التقرير من انتقال هذا التلوث من المياه الجوفية إلى الإنسان، منبها على أن معظم الأحواض التي ثبت تلوثها بالإشعاعات الضارة المنبعثة من ديمونة تستعمل لغايات تربية السمك، الذي من الممكن أن ينقل أضرار هذه الإشعاعات إلى الإنسان، مشيراً إلى أن هناك بوادر أولية لوجود تلوث في التربة التي ستعمل على نقل خطر الإشعاعات عن طريق المزروعات إلى الإنسان أيضا.


غير أن اخطر ما أشار إليه هذا البحث العلمي هو تأكيده أن نسب التسرب الإشعاعي تزايدت في الآونة الأخيرة لا سيما مع التقارير عن وجود تصدع في مفاعل ديمونة، الذي تم إنشاؤه قبل أكثر من 50 عاما وتصنفه العديد من المراجع الإسرائيلية على انه مفاعل "عجوز".


مدير السجل الوطني للسرطان سمير الكايد أشار الى أن معدل الإصابة بهذا المرض طبيعية ولا تدل على وجود إشعاعات غير طبيعية في المنطقة.

وأوضح أن معدل الإصابة في عمان 100 حالة لكل 100 ألف بينما في الطفيلة وهي الموازية لإسرائيل فالمعدل هو 26 إصابة لكل 100 ألف، وقال الكايد "لا أرى شيئًا يشعرنا بوجود مشكلة في الطفيلة". .


وقارن بين معدل الإصابة بين الذكور والإناث في الأردن وإسرائيل حيث تبلغ في الأردن 126 لكل 100 ألف بين الذكور و117 بين الإناث بينما تبلغ في إسرائيل 275 بين الذكور و265 بين الإناث، وقال إن التدخين هو السبب الرئيسي لنحو 30 بالمائة من الإصابات بالسرطان في الأردن.


وكان الخبير النووي الإسرائيلي السابق مردخاي فعنونو قد حذر الأردن من إشعاعات المفاعل النووي الإسرائيلي ديمونة الذي لا يبعد عن الحدود الأردنية سوى 15 كم، مؤكدا أن أي نشاط بما في ذلك الإشعاعات من الممكن أن تسبب تلوثا إشعاعياً أو نووياً للمناخ المحيط بمفاعل ديمونة وبالتالي سيكون الأردن معرضا لخطر هذه الكارثة.


وأضاف فعنونو"الناس المحيطون بديمونة هم سكان الأردن على الحدود الأردنية، وهكذا فإن من حق الحكومة والشعب الأردني أن يطلع معلومات حول تلك الأنشطة، ومن حق الحكومة الأردنية أن تسأل وأن تعرف ماذا تفعل إسرائيل بهذا المفاعل؟ وهل هو آمن أم لا؟ وهل من الممكن أن يكون هناك أطروحة أو إمكانية لحدوث سيناريو تشيرنوبل مرة أخرى".وبرر فانونو أنه خص الأردن بالتحذير "لأن الأردن قريبة جداً من مفاعل ديمونة.


ويجدر الإشارة إلى أن الحكومة الإسرائيلية قامت مؤخرا بتوزيع حبوب اليود على القاطنين في المناطق المجاورة لديمونة وهو نوع من الاعتراف على الملأ من قبل الحكومة الإسرائيلية أن مفاعل ديمونة يشكل خطورة كبيرة على المنطقة .


نشر في عام 2004

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق