بقلم : هديل الصفدي
قنبلة موقوتة صنعتها الحروب الطاحنة والإضطرابات السياسية والأمنية التي تعيشها المنطقة العربية، ومنذ سنوات والتحذيرات تخرج من هنا وهناك، تدق ناقوس الخطر من العواقب المدمرة لإرتفاع نسب البطالة في الدول العربية، ومع ذلك فإن احتمالية انفجار هذه القنبلة تتزايد يومًا بعد يوم لعدم اتخاذ الخطط والبرامج التي تقود الى إحداث إصلاح جذري.
سنوات عجاف عاشتها المنطقة العربية أفرزت هذه الآفة اقتصادية الخطيرة التي تفرض على هذه الدول اتخاذ اجراءات سريعة للحد من الانتشار المتسارع لهذه الآفة التي قد تودي بما تبقى من اقتصاديات هذه الدول.
فقد كشفت منظمة العمل العربية في عام 2005 ان معدل البطالة في العالم العربي تتراوح نسبته ما بين 15% أو 30% بعد مرور ثلاث سنوات على الحرب على العراق، واضحت هناك دول عربية تصل نسبة البطالة فيها إلى 25 في المائة بينما تصل إلى 80 في المائة في العراق و 75 في المائة في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية.
ووصفت المنظمة في عام 2005 وضع البطالة في الدول العربية بأنه "الأسوء بين جميع مناطق العالم دون منازع وانه في طريقه لتجاوز الخطوط الحمراء".
كما حذرت المنظمة العربية ان عدد العاطلين عن العمل سيصل عام 2010 في الدول العربية إلى 25 مليون عاطل، علما ان عدد سكان الوطن العرب يتجاوز حاليا 340 مليون نسمة.
وتعكس هذه الاحصائيات مدى تأثر دول المنطقة بالوضع السياسي والامني الذي تتعرض له هذه الدول جراء الحرب في العراق والاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.
ويعود الأثر الاكبر في تدهور الاقتصاد العربي حاليا للحرب الأنجلو-أمريكية على العراق حيث ساهمت هذه الحرب في تضخم حجم البطالة العربية بشكل كبير، بعد تدفق اعداد كبيرة من العمالة للدول العربية مما ادى الي تفشي البطالة حتى في دول الخيج التي تعتبر اكثر البلدان استقطابا للعمالة الاجنبية، حيث بلغت نسبة البطالة في السعودية 15% وفي سلطنة عُمان 17.2% وفي قطر 11.6%.
ويجب على الدول العربية اتخاذ الخطط والبرامج الاقتصادية العاجلة التي تقود الى إحداث إصلاح جذري في الاقتصاد العربي لقطع جذور البطالة ومعالجتها لما لها من عواقب مدمرة.
وفي جميع الأحوال, فإن فرصة إعادة النظر في حقيقة الواقع الحالي ما زالت ممكنة ومتاحة، ولكن على العرب الإدراك أنه آن الأوان للاستيقاظ من سبات طال أمده.
نشر في عام 2008
مقال جميل
ردحذف