بقلم: هديل الصفدي
واطلقت روسيا "أبو القنابل" اسما لهذه القنبلة مقارنة بالاسم الذي اطلقته امريكا على قنبلتها الفراغية "ام القنابل" في عام 2003 والتي كانت اقوى القنابل في العالم انذاك، وتعادل قوة "ابو القنابل" قوة قنبلة نووية لكنها لا تضر بسلامة البيئة ولا تلوثها.
واحدث انتاج هذه القنبلة الفراغية الروسية اصداء واسعة لدى مختلف الاوساط الدولية حيث واجهت الولايات المتحدة الامريكية هذا الانتاج باعلانها بأنها تمتلك قنبلة اكثر فعالية من نظيرتها الروسية، وجاء هذا الاعلان على لسان الجنرال الامريكي المتقاعد توماس ماكينيرني الذي اكد ان "الولايات المتحدة أصبحت تحوز قنبلة كبيرة جديدة يبلغ وزنها 30 ألف قدم، أي 14 طنا مقابل 7 أطنان وزن القنبلة الروسية الجديدة، وهي قنبلة خارقة تستطيع الوصول إلى باطن الأرض".
كما اكدت صحيفة الغارديان البريطانية ان هذا الاعلان الروسي يأتي في اطار الرد الروسي على مخططات ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش لنشر عناصر من منظومة الدفاع الصاروخي في وسط اوروبا، واوضحت الصحيفة ان هذا يبدو وكأنه احدث استعراض للكرملين للكشف عن عضلات روسيا وثقلها العسكري، حيث اوضح مسؤولون ان هذه القنبلة ستضاف الى ترسانة روسيا النووية الحالية.
واشارت الصحيفة الى ان التصريحات الروسية تأتي في وقت تزداد فيه حدة التوتر في العلاقات بين روسيا والغرب وبعد ثمانية اشهر مضطربة تعمد فيها الرئيس فلاديمير بوتين الاقلال من شأن العتاد العسكري الاميركي واعلان روسيا تعليق اتفاقية القوات المسلحة التقليدية في اوروبا مع حلف شمال الاطلسي.
في حين جاء الرد الروسي بتأكيد وزارة الدفاع الروسية بأن "هذا التصميم الهندسي لا يتعارض مع أي اتفاق من الاتفاقات الدولية". كما صرح ألكسندر روكشين نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية لوسائل الاعلام ان الهدف من هذه التجربة دفاعي وقال "ستمكنا هذه القنبلة من ضمان أمننا القومي والوقوف في الوقت ذاته في وجه الإرهاب الدولي في أي جزء من العالم وتحت أي ظرف".
ومن هنا يمكن القول أن سخونة العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في ايامنا هذه يبدو اشد خطرا من البرودة التي شهدتها علاقات البلدين خلال سنوات الحرب الباردة، وان اختبار القنبلة يشير الى استمرار التوتر في العلاقات مع واشنطن بسبب الخلاف حول عدة ملفات دولية، ويدل على تصميم الرئيس الروسي بوتين على تعزيز مكانة بلاده بالساحة الدولية في مواجهة استفراد الولايات المتحدة.
نشر في 16-9-2007
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق