الأربعاء، 10 مارس 2010

الانســانية تسقط في فخ السياسة


بقلم : هديل الصفدي

قضية انسانية ذهب ضحيتها أكثر من اربعمئة طفل ليبي حقنوا بفيروس الإيدز، وانتهت بصفقة سياسية بحتة بالإفراج عن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني بعد تحقيق دام اكثر من ثماني سنوات.

هذه القضية التي شغلت الرأي العام العالمي والتي أدت إلى موت 50 طفلا واصابة حوالي 400 اخرين بالمرض القاتل، انتهت دون الوصول الى الحقيقة المطلقة أو معاقبة المتورطين في هذه الجريمة البشعة بحق الإنسانية.

البداية كانت في سبتمبر ايلول عام 1998 عندما تقدم والد أحد الأطفال بشكوى للنيابة العامة بعد تدهور حالة ابنه الذي كان يبلغ من العمر اربعة اشهر بعد استئصال احدى كليتيه في مستشفى السابع من اكتوبر في بنغازي، وعند اصطحابه الي مستشفى في القاهرة أظهرت التحاليل المخبرية التي أجريت لهذا الطفل اصابته بفيروس الايدز ليفارق الحياة بعد رجوعه الى المستشفى الليبي.

وبدأت النيابة بالتحقيق السري لتجد أعدادا كبيرة من الاطفال المصابين بالايدز في المستشفى ذاته، لتتأكد ان فعلا متعمدا وراء اصابة الاطفال، كما ان معظم الاطفال المصابين كانوا من نزلاء قسم الوحدات الباطنية المفتوحة بينما خلت بقية الاقسام المعزولة من المرض، وتوصلت النيابة بعدها الى ان طبيبا فلسطينيا وخمس ممرضات بلغاريات هم المتواطئون في الجريمة.

وفي نيسان/ابريل عام 2001 صرح الزعيم الليبي معمر القذافي خلال مؤتمر حول الايدز في ابوجا ان حقن الاطفال تم بتعليمات من السي اي ايه والموساد الاسرائيلي وتوعد بتحويل محاكمة المتورطين في القضية الى محاكمة عالمية على غرار محاكمة المتورطين الليبيين في تفجير طائرة لوكربي في اسكتلندا.

وفي عام 2006 حكم القضاء الليبي على الممرضات والطبيب بالاعدام، الا ان ليبيا واجهت ضغوطات سياسية كبيرة من الاتحاد الاوروبي وتدخلا امريكيا وفرنسيا لتسليم الممرضات والطبيب لبلغاريا لمحاكمتهم في بلغاريا وذلك بعد ان اعطي الطبيب الفلسطيني الجنسية البلغارية، حيث هدد الاتحاد الاوروبي باعادة النظر في طبيعة علاقاته مع ليبيا إن اصرت على تطبيق حكم الاعدام كما اعتبرت امريكا قرار القضاء الليبي عقبة في سبيل خروج ليبيا من عزلتها الدولية.

وأصر اهالي الضحايا على تطبيق حكم الاعدام ورفضهم التفاوض مع البلغاريين او الاوروبيين للتخلي عن موقفهم معتبرينه تجاهلا دوليا لمأساتهم الانسانية.

وحاولت ليبيا مواجهة الضعوط الدولية واقترحت ان تدفع بلغاريا مبلغ 13 مليون دولار كدية لكل طفل اصيب بالايدز في هذه القضية الا ان بلغاريا رفضت دفع هذا المبلغ معتبرة انه سيكون بمثابة اعتراف منها بارتكاب الممرضات الجريمة.

واخيرا خضعت ليبيا لكل هذه الضغوط وسلمت الممرضات والطبيب لبلغاريا، وحال وصولهم لمطار بلغاريا قام الرئيس البلغاري بتبرئتهم من هذه القضية، وضاع حق اكثر من اربعمائة طفل ليبي دون الحصول على أي تعويض حتى الآن.

ومع طي هذا الملف الذي سيبقى خالدا في أذهان الليبيين والعرب تسطر الحكومات العربية مشهدا جديدا من مشاهد الاستهتار بإنسانية شعوبها والتي اعتادت عليها بصورة تكاد تكون مستنسخة.


نشر في عام 2008

مفاعل ديمونة هل يشكل خطراً على الأردن


بقلم: هديل الصفدي


ظهرت تطورات جديدة في الأيام القليلة الماضية حول التسرب الإشعاعي الإسرائيلي الذي ينبعث من مفاعل ديمونة الذي قد يصل خطره إلى الأردن، إلا أن ذلك كله جوبه "ببرود رسمي"، حيث أكدت وزيرة الدولة الناطق باسم الحكومة أسمى خضر في مؤتمر صحافي أن المملكة لا تشهد أي زيادة في معدلات تلوث غير طبيعية ناجمة عن نشاط مفاعل ديمونة في إسرائيل معتبرة أن الموضوع ليس محل استعراض سياسي.

وأشارت خضر إلى أن وجود «فلاتر» مركبة على مداخن مفاعل ديمونة، وهو ما دفع العديد من المراقبين للتساؤل عن المصادر الحكومية حول هذا الموضوع، وان كانت الحكومة الأردنية لديها معلومات عن المفاعل الذي تحيطه إسرائيل بهالة كبيرة من السرية والكتمان.


إلا ان خضر عادت وأكدت أن الأردن مستعد لاستضافة خبراء أجانب لتبديد المخاوف حيال احتمال وجود تسرب شعاعي نووي خطر ناجم عن نشاط مفاعل ديمونة الإسرائيلي.


المدير العام لهيئة الطاقة النووية زياد القضاة قال إن "الرصد الإشعاعي يشير إلى أنه لا يزيد عن المعدلات الطبيعية"، مضيفاً أن الأردن يمتلك عدة وسائل للتأكد من خلوه من الإشعاعات النووية وإنها لا تزيد عن الحد الطبيعي.


وأوضح أن لدى الأردن محطات للرصد الإشعاعي في الشمال والشرق والجنوب وأنها تأخذ عينات من الهواء بشكل مستمر على مدار ساعات اليوم الأربع والعشرين للتأكد من محتوى الهواء ثم يتم تحليل هذه العينات، كما تؤخذ عينات من التربة من عدد من المواقع على مدار السنة، واكد ان النتائج تشير الى خلو الاردن من اي اسقاطات ناتجة عن تفاعلات نووية، مشيرا الى ان ما يؤكد عدم وجود إشعاعات هو عدم وجود اليود في الجو.


وأضاف القضاة أن موضوع ديمونة مثار تساؤلات عديدة إذا أنه مغلق أمام الزوار, والمعلومات التي تنشر عنه "غير دقيقة"، مؤكدا على ضرورة متابعة الموضوع دوليًا حتى تفتح إسرائيل مفاعلها للتفتيش.


ويشير بحث علمي أجرته جامعة بن غوريون منتصف تموز الماضي إلى أن النتائج اثبتت وجود تسرب اشعاعي في المياه الجوفية في منطقتي وادي عربة «على الحدود مع الأردن، إضافة إلى عدد من أبار المياه الجوفية في منطقة صحراء النقب .


وحذر هذا التقرير من انتقال هذا التلوث من المياه الجوفية إلى الإنسان، منبها على أن معظم الأحواض التي ثبت تلوثها بالإشعاعات الضارة المنبعثة من ديمونة تستعمل لغايات تربية السمك، الذي من الممكن أن ينقل أضرار هذه الإشعاعات إلى الإنسان، مشيراً إلى أن هناك بوادر أولية لوجود تلوث في التربة التي ستعمل على نقل خطر الإشعاعات عن طريق المزروعات إلى الإنسان أيضا.


غير أن اخطر ما أشار إليه هذا البحث العلمي هو تأكيده أن نسب التسرب الإشعاعي تزايدت في الآونة الأخيرة لا سيما مع التقارير عن وجود تصدع في مفاعل ديمونة، الذي تم إنشاؤه قبل أكثر من 50 عاما وتصنفه العديد من المراجع الإسرائيلية على انه مفاعل "عجوز".


مدير السجل الوطني للسرطان سمير الكايد أشار الى أن معدل الإصابة بهذا المرض طبيعية ولا تدل على وجود إشعاعات غير طبيعية في المنطقة.

وأوضح أن معدل الإصابة في عمان 100 حالة لكل 100 ألف بينما في الطفيلة وهي الموازية لإسرائيل فالمعدل هو 26 إصابة لكل 100 ألف، وقال الكايد "لا أرى شيئًا يشعرنا بوجود مشكلة في الطفيلة". .


وقارن بين معدل الإصابة بين الذكور والإناث في الأردن وإسرائيل حيث تبلغ في الأردن 126 لكل 100 ألف بين الذكور و117 بين الإناث بينما تبلغ في إسرائيل 275 بين الذكور و265 بين الإناث، وقال إن التدخين هو السبب الرئيسي لنحو 30 بالمائة من الإصابات بالسرطان في الأردن.


وكان الخبير النووي الإسرائيلي السابق مردخاي فعنونو قد حذر الأردن من إشعاعات المفاعل النووي الإسرائيلي ديمونة الذي لا يبعد عن الحدود الأردنية سوى 15 كم، مؤكدا أن أي نشاط بما في ذلك الإشعاعات من الممكن أن تسبب تلوثا إشعاعياً أو نووياً للمناخ المحيط بمفاعل ديمونة وبالتالي سيكون الأردن معرضا لخطر هذه الكارثة.


وأضاف فعنونو"الناس المحيطون بديمونة هم سكان الأردن على الحدود الأردنية، وهكذا فإن من حق الحكومة والشعب الأردني أن يطلع معلومات حول تلك الأنشطة، ومن حق الحكومة الأردنية أن تسأل وأن تعرف ماذا تفعل إسرائيل بهذا المفاعل؟ وهل هو آمن أم لا؟ وهل من الممكن أن يكون هناك أطروحة أو إمكانية لحدوث سيناريو تشيرنوبل مرة أخرى".وبرر فانونو أنه خص الأردن بالتحذير "لأن الأردن قريبة جداً من مفاعل ديمونة.


ويجدر الإشارة إلى أن الحكومة الإسرائيلية قامت مؤخرا بتوزيع حبوب اليود على القاطنين في المناطق المجاورة لديمونة وهو نوع من الاعتراف على الملأ من قبل الحكومة الإسرائيلية أن مفاعل ديمونة يشكل خطورة كبيرة على المنطقة .


نشر في عام 2004

قنبلة موقوتة تهدد الاقتصاد العربي


بقلم : هديل الصفدي

قنبلة موقوتة صنعتها الحروب الطاحنة والإضطرابات السياسية والأمنية التي تعيشها المنطقة العربية، ومنذ سنوات والتحذيرات تخرج من هنا وهناك، تدق ناقوس الخطر من العواقب المدمرة لإرتفاع نسب البطالة في الدول العربية، ومع ذلك فإن احتمالية انفجار هذه القنبلة تتزايد يومًا بعد يوم لعدم اتخاذ الخطط والبرامج التي تقود الى إحداث إصلاح جذري.


سنوات عجاف عاشتها المنطقة العربية أفرزت هذه الآفة اقتصادية الخطيرة التي تفرض على هذه الدول اتخاذ اجراءات سريعة للحد من الانتشار المتسارع لهذه الآفة التي قد تودي بما تبقى من اقتصاديات هذه الدول.


فقد كشفت منظمة العمل العربية في عام 2005 ان معدل البطالة في العالم العربي تتراوح نسبته ما بين 15% أو 30% بعد مرور ثلاث سنوات على الحرب على العراق، واضحت هناك دول عربية تصل نسبة البطالة فيها إلى 25 في المائة بينما تصل إلى 80 في المائة في العراق و 75 في المائة في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية.


ووصفت المنظمة في عام 2005 وضع البطالة في الدول العربية بأنه "الأسوء بين جميع مناطق العالم دون منازع وانه في طريقه لتجاوز الخطوط الحمراء".


كما حذرت المنظمة العربية ان عدد العاطلين عن العمل سيصل عام 2010 في الدول العربية إلى 25 مليون عاطل، علما ان عدد سكان الوطن العرب يتجاوز حاليا 340 مليون نسمة.


وتعكس هذه الاحصائيات مدى تأثر دول المنطقة بالوضع السياسي والامني الذي تتعرض له هذه الدول جراء الحرب في العراق والاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.


ويعود الأثر الاكبر في تدهور الاقتصاد العربي حاليا للحرب الأنجلو-أمريكية على العراق حيث ساهمت هذه الحرب في تضخم حجم البطالة العربية بشكل كبير، بعد تدفق اعداد كبيرة من العمالة للدول العربية مما ادى الي تفشي البطالة حتى في دول الخيج التي تعتبر اكثر البلدان استقطابا للعمالة الاجنبية، حيث بلغت نسبة البطالة في السعودية 15% وفي سلطنة عُمان 17.2% وفي قطر 11.6%.


ويجب على الدول العربية اتخاذ الخطط والبرامج الاقتصادية العاجلة التي تقود الى إحداث إصلاح جذري في الاقتصاد العربي لقطع جذور البطالة ومعالجتها لما لها من عواقب مدمرة.


وفي جميع الأحوال, فإن فرصة إعادة النظر في حقيقة الواقع الحالي ما زالت ممكنة ومتاحة، ولكن على العرب الإدراك أنه آن الأوان للاستيقاظ من سبات طال أمده.


نشر في عام 2008‏

إرهاب أمريكي بأيدي عراقية


بقلم: هديل الصفدي

احتلال خلف وراءه الاف القتلى والمشردين من ابرياء العراق .. اتخذ الدين والطائفة وسيلة لخداع المواطنين البسطاء ودفعهم لحمل السلاح وقتل بعضهم البعض، لتصبح الفرصة سامحة امام هذا المحتل لتحقيق اهدافه غير المعلنة.


نزاعات طائفية .. سيارات مفخخة .. عبوات ناسفة .. وشلالات من الدم .. هل العراقيين انفسهم من يقومون بتلك التفجيرات التي تودي بحياة المئات يوميا؟ أم هي جهات اخرى تقف وراء هذه التفجيرات ومنفذيها ؟


صحيفة "ميامي هيلرولد" الأمريكية اجابت مؤخرا على هذا التساؤلات بصورة غير مباشرة وأكدت أن عدداً من المجموعات المسلحة في العراق تتلقى اموالا من مصادر أمريكية وذلك عبر الشركات المتعاقدة لبناء مشاريع في العراق.


وقالت الصحيفة ان السبب وراء هذا التمويل هو الحصول على نقل سالم للموواد اللازمة لتلك الشركات بالاتفاق مع الجماعات المسلحة، لعدم التعرض لها والسماح بنقلها إلى العراق.


إن تمويل الشركات الامريكية لهذه الجماعات قد يكون منطقيا بعض الشيء، لكنه يعتبر جزءا من السياسة الأمريكية التي تهدف إلى زعزعة الامن في العراق ونشر الفرقة بين طوائفه كي تسيطر بسهولة على السلطة الثروة فيه.


والمتابع للمشهد العراقي بصورة يوميا يجد ان الأحداث التي جرت وتجري على ارض الواقع هي دليل واضح على أن الإدارة الأمريكية هي المسؤولة المباشرة عن كل ما يجري من خراب ودمار و صراع طائفي.


الخدعة الأمريكية لمكافحة الإرهاب والجماعات المسلحة في العراق باتت مكشوفة أمام الجميع، ويبدو أن قادة البيت الأبيض والبنتاغون مدعون للبحث على ورقة جديدة تبرر بقاء جيشهم في العراق.


نشر في عام 2007

موسكو تدخل مسلسل الرعب من باب القنبلة الفراغية


بقلم: هديل الصفدي

فاجأت روسيا العالم مؤخرا بإنتاج قنبلة فراغية تعد أكبر واقوى قنبلة غير نووية لا مثيل لها في العالم، وعادت روسيا بهذا الانجاز لسباق التسلح مع الولايات المتحدة الامريكية حيث تعادل قوة هذه القنبلة الروسية قوة اربع قنابل امريكية على الرغم من انها تحمل شحنات تفجيرية تعادل سبعة أطنان مقارنة بثمانية أطنان تحملها القنبلة الأميركية.


واطلقت روسيا "أبو القنابل" اسما لهذه القنبلة مقارنة بالاسم الذي اطلقته امريكا على قنبلتها الفراغية "ام القنابل" في عام 2003 والتي كانت اقوى القنابل في العالم انذاك، وتعادل قوة "ابو القنابل" قوة قنبلة نووية لكنها لا تضر بسلامة البيئة ولا تلوثها.


واحدث انتاج هذه القنبلة الفراغية الروسية اصداء واسعة لدى مختلف الاوساط الدولية حيث واجهت الولايات المتحدة الامريكية هذا الانتاج باعلانها بأنها تمتلك قنبلة اكثر فعالية من نظيرتها الروسية، وجاء هذا الاعلان على لسان الجنرال الامريكي المتقاعد توماس ماكينيرني الذي اكد ان "الولايات المتحدة أصبحت تحوز قنبلة كبيرة جديدة يبلغ وزنها 30 ألف قدم، أي 14 طنا مقابل 7 أطنان وزن القنبلة الروسية الجديدة، وهي قنبلة خارقة تستطيع الوصول إلى باطن الأرض".


كما اكدت صحيفة الغارديان البريطانية ان هذا الاعلان الروسي يأتي في اطار الرد الروسي على مخططات ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش لنشر عناصر من منظومة الدفاع الصاروخي في وسط اوروبا، واوضحت الصحيفة ان هذا يبدو وكأنه احدث استعراض للكرملين للكشف عن عضلات روسيا وثقلها العسكري، حيث اوضح مسؤولون ان هذه القنبلة ستضاف الى ترسانة روسيا النووية الحالية.


واشارت الصحيفة الى ان التصريحات الروسية تأتي في وقت تزداد فيه حدة التوتر في العلاقات بين روسيا والغرب وبعد ثمانية اشهر مضطربة تعمد فيها الرئيس فلاديمير بوتين الاقلال من شأن العتاد العسكري الاميركي واعلان روسيا تعليق اتفاقية القوات المسلحة التقليدية في اوروبا مع حلف شمال الاطلسي.


في حين جاء الرد الروسي بتأكيد وزارة الدفاع الروسية بأن "هذا التصميم الهندسي لا يتعارض مع أي اتفاق من الاتفاقات الدولية". كما صرح ألكسندر روكشين نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية لوسائل الاعلام ان الهدف من هذه التجربة دفاعي وقال "ستمكنا هذه القنبلة من ضمان أمننا القومي والوقوف في الوقت ذاته في وجه الإرهاب الدولي في أي جزء من العالم وتحت أي ظرف".


ومن هنا يمكن القول أن سخونة العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في ايامنا هذه يبدو اشد خطرا من البرودة التي شهدتها علاقات البلدين خلال سنوات الحرب الباردة، وان اختبار القنبلة يشير الى استمرار التوتر في العلاقات مع واشنطن بسبب الخلاف حول عدة ملفات دولية، ويدل على تصميم الرئيس الروسي بوتين على تعزيز مكانة بلاده بالساحة الدولية في مواجهة استفراد الولايات المتحدة.


نشر في 16-9-2007

الاردن يؤكد دعمه للفلسطينيين وينفي العودة عن قرار فك الارتباط


بقلم: هديل الصفدي


شهدت الساحة السياسية الأردنية خلال الأيام القليلة الماضية تناقلا لإشاعات تتحدث عن قرار أردني يقضي بالتخلي عن ما أقرته الحكومة الاردنية عام 1988 بفك الارتباط القانوني والاداري والمالي مع الضفة الغربية، الذي تضمن الغاء خطة التنمية الاردنية للضفة الغربية واستبدال وزارة شؤون الارض المحتلة بدائرة سياسية في وزارة الخارجية الاردنية وانهاء خدمات 21 الف موظفا في الضفة الغربية وسحب الجنسية الاردنية من مواطني الضفة الغربية وقطاع غزة واعتبار وثائق جواز سفرهم للتعريف بهويتهم الشخصية والتوقف عن منح الجوازات وتجديدها والبدء في عملية استبدالها بأوراق خاصة.


ومع التوتر الحاصل على الساحة الفلسطينية في الضفة وغزة تحدثت بعض الصحف الاسبوعية عن رغبة امريكية وموقف فلسطيني داعمان لفكرة الارتباط من جديد بين الاردن والضفة الغربية، وعن نقاش سيثيره نواب جبهة العمل الاسلامي حول هذا الموضوع.



الناطق الرسمي باسم الحكومة اسمى خضر نفت عودة الاردن عن قرار فك الارتباط مع الضفة واكدت ان دور الاردن يقتصر على متابعة الاوضاع مع الضفة الغربية ومساعدتهم دبلوماسيا وتدريب الجنود ودعم اقامة دولة فلسطينية بما يتفق مع مصلحة الشعب الفلسطيني.


وزير الخارجية الاردني السابق د. كامل ابو جابر أكد في حديثه لعمان نت أن الحكومة الأردنية تمتلك سياسة واضحة فيما يتعلق بالسلطة الفلسطينية وبضرورة قيام دولة فلسطينية على التراب الفلسطيني


ورأى أبو جابر أن علاقة الأردن بالقضية الفلسطينية تختلف كليا عن جميع الدول بما فيها الدول العربية لإن الشأن الفلسطيني هو شأن أردني ومن هذا يجب الحيطة والحذر عند الحديث عن اي موضوع يخص الدور الأردني في القضية الفلسطينية..


قرار الحكومة الأردنية بفك الأرتباط لقي معارضة من جماعة الإخوان المسلمين الذين أعتبروا القرار غير دستوري ويتعارض مع الوحدة الجغرافية للمملكة الأردنية الهاشمية.


هذا الرأي أكده الناطق بإسم كتلة جبهة العمل الإسلامي في مجلس النواب النائب علي أبو السكر بقوله ان نواب الجبهة ليسوا مع فك الارتباط منذ البداية وان الضفة الغربية جزء من الاردن بحكم الدستور ولا يجوز التنازل عن اي شبر من الاراضي الاردنية الا ضمن اجراءات حددها الدستور.


وأشار إلى أنهم مع العودة مجددا الى الارتباط مع الضفتين وتوثيق العلاقة مع الشعبين على ان يكون هناك سعي واضح باتجاه تحرير الضفة الغربية وانهاء الاحتلال الاسرائيلي عن هذا الجزء من الاراضي الأردنية.


وعبر ابو السكر عن موقفه الداعم لموقف الملك عبد الله الثاني في عدم استبدال الدبابات الاسرائيلية والامريكية بالدبابات الاردنية، كما ونفى ما تناقلته الصحف الأسبوعية حول اثارة نواب جبهة العمل لهذا الموضوع خلال الفترة الحالية.


بدوره اشار مدير مكتب صحيفة القدس العربي في عمان بسام بدارين إلى ان الحكومة لا تأتي بجديد فيما يتعلق بهذا النفي، وان موقف الملك عبد الله كان واضحا حين قال ان الاردن لا يوجد لديه وقت كاف للمناكفة ولا يبحث عن اي دور اخر خارج الحيز الجغرافي الاردني، وهذا يعني ان مؤسسة القرار الاردني خرجت تماما من العقدة الفلسطينية فالاردن بالتالي لا ينافس احد على اي دور بالمستقبل لا في الضفة الغربية ولا في العراق، ورأى بدارين ان قرار فك الارتباط هو قرار اداري وسياسي وليس دستوريا.


وحول رأي نواب جبهة العمل الاسلامي بفك الارتباط قال بدارين "ان الجبهة ضد الارتباط من الاساس باعتباره قرار اداري وباعتبار ان الضفة الغربية جزء من المملكة دستوريا من حيث المنطق والمنطق القانوني والدستوري قد يكون صحيحا"، واستبعد ان تقوم كتلة جبهة العمل الاسلامي باثارة هذا الموضوع خاصة في هذا الوقت.


المحلل السياسي في الشؤون الاسرائيلية غازي السعدي أكد ان الدور الامني الاردني سيكون مماثلا للدور المصري الذي يقوم بتدريب قوات امن فلسطينية، واوضح ان كل شي جائز في السياسة الا انه لا يوجد شيء عن العودة عن فك الارتباط في هذه المرحلة.


وما بين الإشاعة والنفي الحكومي لها أوضح الملك عبد الله في مقابلة بقناة العربية ان الاردن تعرض منذ زمن الى حملة ظالمة من الاتهامات والتشكيك بالدور الاردني تجاه القضية الفلسطينية، حيث كان يتهم الاردن باطماعه بالضفة الغربية اذا حاول تقديم المساعدة واذا لم يفعل ذلك يتهم بانه يتخلى عن مساعدة الاشقاء الفلسطينيين، وعبر الملك عن عدم استعداد الاردن للقيام بأي عمل او دور يعيده لأي دائرة اتهام او تشكيك او تخوين ودور الأردن تجاه هذا الموضوع مثل دور اي بلد عربي، مشيراً إلى ان الأردن على استعداد للقيام باي دعم او مساعدة للاخوة الفلسطينيين اذا طلبوا هم ذلك!


ومع كل هذه المتغيرات السياسية يبقى الأردن هو الطرف الأبرز في المعادلة الفلسطينية وكل ما يقال عن دور أردني في الضفة لايخدم كلا الطرفين في هذه الفترة .


نشر في 7-8-2004

النصر يولد من رحم الاحزان


بقلم: هديل الصفدي


بعد أن اشعل المنتخب العراقي لكرة القدم قناديل الفرح في شوارع بغداد المظلمة وهو يزف كأس بطولة آسيا التاريخية لشعبه الرازخ تحت وطأة الاحتلال الأميركي وما رافق ذلك من ضياع للأمن والأمان، ها هو المنتخب اللبناني لكرة السلة يقفز بجواد جامح عن كل الخلافات السياسية ويهدي شجر الأرز وصافة بطولة آسيا لكرة السلة .. تأكيدا لمقولة ان النصر يولد من رحم الاحزان.


لم يعد النصر الذي حققه المنتخب العراقي مجرد حدث رياضي بل اصبح حدثا وطنيا جمع قلوب ملايين العراقيين ووحدهم في ظل الحرب الامريكية على العراق التي مزقت شعبه وفرقت طوائفه.


تعيش الرياضة العراقية ظروفا قاسية منذ بداية الاحتلال حيث تعرض كثير من الرياضيين العراقيين الى الاختطاف والقتل، كما فجرت بعض الملاعب، وعانت كثير من الفرق لافتقار المكان الآمن للتدريب وافتقار المعسكرات التدريبية، وتوقف الدوري العراقي لكرة القدم عدة مرات لهذه الظروف وحرمت الأندية من إقامة مبارياتها الخارجية على ارضها، ورغم هذه المعاناة الا ان الرياضة العراقية برزت بشكل يفوق نجاح نظيراتها العربية الاخرى التي تملك كل المقومات التي تدفعها للتقدم والتطور.


فقد تمكنت كرة القدم العراقية تحت وطأة الاحتلال من تحقيق العديد من الإنجازات حيث كانت البداية عندما تمكن المنتخب الاولمبي من مفاجأة الجميع بإحتلاله المركز الرابع في اولمبياد اثينا عام 2004، وكانت الخطوة الثانية عندما احتل نفس المنتخب المركز الثاني في دورة الألعاب الآسيوية 2006 في الدوحة، وكان الإنجاز التاريخي للعراقيين عام 2007 بإحراز منتخبهم الأول اللقب القاري الأول في تاريخ المشاركات العراقية.


وفي بلد ليس ببعيد عن العراق، سطرت كرة السلة في لبنان إنجازين تاريخيين في فترة شهدت حربا عسكرية وإضطرابات سياسية وأمنية كانت تقف سدا منيعا في وجه تقدم وتطور مسيرة الرياضة اللبنانية. فرغم الحرب الأسرائيلية على لبنان عام 2006 والإضطربات الأمنية التي نجمت عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري والإنقسامات السياسية التي تبعت حادثة الإغتيال عام 2004 إلا أن منتخب السلة اللبناني تمكن من احتلال المركز الثاني في بطولة آسيا لكرة السلة عام 2005 في الدوحة وبلغ المونديال الأخير في اليابان عام 2006 .


ولم يتوقف طموح المنتخب اللبناني لكرة السلة عند هذا الطموح بل واصل مسيرته المظفرة وتمكن من احتلال المركز الثاني في بطولة آسيا لكرة السلة عام 2007 في اليابان ليضمن مقعدا جديدا في المونديال القادم عام 2008.


ومع هذين الإنجازين لمنتخب الكرة العراقي وشقيقه منتخب السلة اللبناني اللذان يعيشان اجواءا غير ملائمة لممارسة الرياضة بصورتها البسيطة، تتطلع الشعوب العربية أن يكون المنتخب الفلسطيني الذي يرزح تحت وطأة الإحتلال الإسرائيلي هو الضلع الاخير في مثلث الإنجازات الرياضية العربية على المستوى الإقليمي والدولي، كما تتطلع لأن تكون هذه التجربة الناجحة حافزا امام الدول العربية الاخرى التي لا تعاني من اي مشاكل تعيق تطور وازدهار الحركة الرياضية فيها.


نشر في 12-8-2007

موسكو تدخل مسلسل الرعب من باب القنبلة الفراغية


بقلم: هديل الصفدي

فاجأت روسيا العالم مؤخرا بإنتاج قنبلة فراغية تعد أكبر واقوى قنبلة غير نووية لا مثيل لها في العالم، وعادت روسيا بهذا الانجاز لسباق التسلح مع الولايات المتحدة الامريكية حيث تعادل قوة هذه القنبلة الروسية قوة اربع قنابل امريكية على الرغم من انها تحمل شحنات تفجيرية تعادل سبعة أطنان مقارنة بثمانية أطنان تحملها القنبلة الأميركية.

واطلقت روسيا "أبو القنابل" اسما لهذه القنبلة مقارنة بالاسم الذي اطلقته امريكا على قنبلتها الفراغية "ام القنابل" في عام 2003 والتي كانت اقوى القنابل في العالم انذاك، وتعادل قوة "ابو القنابل" قوة قنبلة نووية لكنها لا تضر بسلامة البيئة ولا تلوثها.


واحدث انتاج هذه القنبلة الفراغية الروسية اصداء واسعة لدى مختلف الاوساط الدولية حيث واجهت الولايات المتحدة الامريكية هذا الانتاج باعلانها بأنها تمتلك قنبلة اكثر فعالية من نظيرتها الروسية، وجاء هذا الاعلان على لسان الجنرال الامريكي المتقاعد توماس ماكينيرني الذي اكد ان "الولايات المتحدة أصبحت تحوز قنبلة كبيرة جديدة يبلغ وزنها 30 ألف قدم، أي 14 طنا مقابل 7 أطنان وزن القنبلة الروسية الجديدة، وهي قنبلة خارقة تستطيع الوصول إلى باطن الأرض".


كما اكدت صحيفة الغارديان البريطانية ان هذا الاعلان الروسي يأتي في اطار الرد الروسي على مخططات ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش لنشر عناصر من منظومة الدفاع الصاروخي في وسط اوروبا، واوضحت الصحيفة ان هذا يبدو وكأنه احدث استعراض للكرملين للكشف عن عضلات روسيا وثقلها العسكري، حيث اوضح مسؤولون ان هذه القنبلة ستضاف الى ترسانة روسيا النووية الحالية.


واشارت الصحيفة الى ان التصريحات الروسية تأتي في وقت تزداد فيه حدة التوتر في العلاقات بين روسيا والغرب وبعد ثمانية اشهر مضطربة تعمد فيها الرئيس فلاديمير بوتين الاقلال من شأن العتاد العسكري الاميركي واعلان روسيا تعليق اتفاقية القوات المسلحة التقليدية في اوروبا مع حلف شمال الاطلسي.


في حين جاء الرد الروسي بتأكيد وزارة الدفاع الروسية بأن "هذا التصميم الهندسي لا يتعارض مع أي اتفاق من الاتفاقات الدولية". كما صرح ألكسندر روكشين نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية لوسائل الاعلام ان الهدف من هذه التجربة دفاعي وقال "ستمكنا هذه القنبلة من ضمان أمننا القومي والوقوف في الوقت ذاته في وجه الإرهاب الدولي في أي جزء من العالم وتحت أي ظرف".


ومن هنا يمكن القول أن سخونة العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في ايامنا هذه يبدو اشد خطرا من البرودة التي شهدتها علاقات البلدين خلال سنوات الحرب الباردة، وان اختبار القنبلة يشير الى استمرار التوتر في العلاقات مع واشنطن بسبب الخلاف حول عدة ملفات دولية، ويدل على تصميم الرئيس الروسي بوتين على تعزيز مكانة بلاده بالساحة الدولية في مواجهة استفراد الولايات المتحدة.


نشر في 16-9-2007